في عام 2023، شهدت كندا زيادة كبيرة في عدد الطلاب الدوليين الذين يدرسون في مؤسساتها التعليمية، حيث بلغ عددهم أكثر من مليون طالب دولي، بزيادة تقدر بـ 29% مقارنة بعام 2022. ومع ذلك، تشير البيانات التي تم جمعها حتى منتصف عام 2024 إلى احتمالية انخفاض ملحوظ في عدد الطلاب الدوليين الجدد الذين يبدؤون دراستهم في كندا هذا العام بنسبة قد تصل إلى 50%. هذا الانخفاض المتوقع يرتبط بعدة عوامل تؤثر على قدرة البلاد على استقطاب المزيد من الطلاب في المستقبل.
قيود جديدة على تصاريح الدراسة
من أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى هذا الانخفاض الكبير هو القيود الجديدة التي فرضتها الحكومة الكندية على تصاريح الدراسة. أعلنت الحكومة عن نيتها تقليص عدد تصاريح الدراسة الصادرة لعام 2024 بنسبة 35% مقارنة بعام 2023، وذلك في إطار سعيها للحد من النمو السريع في عدد الطلاب الدوليين، الذي تجاوز توقعات الحكومة نفسها.
أزمة الإسكان والرعاية الصحية
زيادة عدد الطلاب الدوليين في كندا أدت إلى ضغط كبير على قطاع الإسكان والخدمات الصحية. يُعتبر الحصول على سكن ميسر وملائم من أكبر التحديات التي يواجهها الطلاب الدوليون، خاصة في مقاطعات مثل أونتاريو، التي تستضيف أكثر من 50% من مجموع الطلاب الدوليين في البلاد. كما أن النظام الصحي في البلاد يعاني من ضغوط متزايدة نتيجة الأعداد الكبيرة من المقيمين المؤقتين، بما في ذلك الطلاب.
تحولات في وجهات الطلاب الدوليين
على الرغم من التحديات التي تواجهها كندا، فإن بعض البلدان الأخرى مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة بدأت تشهد انخفاضًا في أعداد الطلاب الدوليين أيضًا نتيجة سياسات أكثر صرامة بشأن التأشيرات والعمل بعد التخرج. ومع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه التغيرات في سياسات التأشيرات ستؤدي إلى تحويل الطلاب إلى وجهات بديلة أو ستؤثر على تدفقات الطلاب في جميع أنحاء العالم.
التوقعات المستقبلية
بالنظر إلى هذه التحديات، من المتوقع أن يشهد عام 2024 تغيرات كبيرة في خارطة استقطاب الطلاب الدوليين في كندا. تبقى القدرة على التأقلم مع هذه القيود والتحديات عاملًا حاسمًا في تحديد مستقبل التعليم الدولي في البلاد. من جهة أخرى، ستحتاج المؤسسات التعليمية في كندا إلى إعادة تقييم استراتيجياتها لاستقطاب الطلاب وتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل في السنوات القادمة.
الخاتمة
مع استمرار كندا في اتخاذ خطوات لتنظيم تدفق الطلاب الدوليين ومواجهة التحديات التي تأتي مع زيادة أعدادهم، يجب على الطلاب المحتملين والمستشارين التعليميين متابعة هذه التغيرات عن كثب لضمان اتخاذ قرارات مدروسة بشأن الدراسة في الخارج. تظل كندا واحدة من الوجهات المفضلة، ولكن قد تكون التحديات أكبر في المستقبل القريب.