ترمب يسحب مئات تأشيرات الطلاب الدوليين: ما الأسباب وما الذي يحدث في الجامعات الأمريكية؟

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها، أقدمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على سحب مئات التأشيرات من طلاب دوليين يدرسون في جامعات أمريكية مرموقة، مع اعتقال بعضهم دون سابق إنذار أو توضيح. هذه التحركات أثارت مخاوف كبيرة بين الطلاب الأجانب والمجتمع الأكاديمي الأمريكي.

ما الذي يحدث؟

وفقاً لبيانات رسمية وتصريحات مسؤولين، تم سحب أكثر من 300 تأشيرة دراسية حتى الآن، بينما تم احتجاز عدد من الطلاب من قبل سلطات الهجرة داخل الحرم الجامعي أو في محيط مساكنهم. وانتشرت عبر الإنترنت مقاطع فيديو توثق لحظات الاعتقال، تظهر فيها عناصر بملابس مدنية وهي تقتاد الطلاب إلى سيارات غير مميزة.

ما الأسباب وراء سحب التأشيرات؟

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو صرح أن هذه الخطوة تستهدف من “يمارسون أنشطة تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة”، في إشارة إلى طلاب شاركوا في احتجاجات مؤيدة لفلسطين أو لديهم سوابق قانونية، مثل مخالفات المرور أو قيادة تحت تأثير الكحول.

لكن خبراء الهجرة يرون أن الأمر يتعدى ذلك. إذ يؤكدون أن الطلاب الدوليين يتمتعون بحرية التعبير مثل المواطنين الأمريكيين، وأن هذه الإجراءات تعتبر سابقة مقلقة في تاريخ الولايات المتحدة.

الجامعات المتأثرة

أكثر من 80 جامعة وكليّة في الولايات المتحدة تأثرت بهذه السياسات، من بينها جامعات كبرى مثل جامعة تكساس A&M، جامعة كاليفورنيا بيركلي، جامعة فلوريدا، وجامعة هارفارد. وتشير تقارير إلى أن بعض المؤسسات التعليمية فقدت عشرات الطلاب بسبب سحب التأشيرات.

حالات إنسانية ومواقف مثيرة للجدل

من بين أبرز الحالات، طالبة تركية في جامعة تافتس، اعتُقلت بطريقة صادمة أثناء توجهها إلى احتفال رمضاني، كما تم ترحيل أستاذة في جامعة براون لدى وصولها إلى مطار بوسطن بعد العثور على صور تعتبرها السلطات “متعاطفة مع حزب الله”.

طلاب آخرون مثل محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا، اعتُقل من منزله الجامعي دون تفسير، رغم أنه مقيم دائم بشكل قانوني في الولايات المتحدة.

ردود فعل قانونية وحقوقية

عدة طلاب، بدعم من منظمات مثل الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU)، رفعوا دعاوى قضائية ضد الحكومة، متهمين السلطات بانتهاك حقوقهم واحتجازهم دون سبب قانوني واضح أو فرصة للدفاع عن أنفسهم.

أحد هؤلاء الطلاب هو شياوتيان ليو، طالب دكتوراه من الصين في جامعة دارتموث، أكد في دعواه أنه لم يرتكب أي مخالفة أو يشارك في أي احتجاجات.

ما هو القانون الذي تعتمد عليه الإدارة الأمريكية؟

تعتمد إدارة ترمب على قانون صدر عام 1952 يمنح وزير الخارجية الحق في طرد أي أجنبي يُعتقد أنه يمثل “خطراً على السياسة الخارجية الأمريكية”، وهو قانون استخدم في السابق في حالات نادرة جداً، لكنه أصبح أداة واسعة التأثير في هذه الفترة.

القرارات الأخيرة بسحب تأشيرات الطلاب الدوليين في عهد ترامب تمثل تصعيداً غير مسبوق، وتثير تساؤلات جدية حول الحريات الأكاديمية وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة. وبينما ترى الحكومة أنها إجراءات لحماية الأمن القومي، يرى كثيرون أنها تضعف سمعة التعليم الأمريكي وتؤثر سلباً على الطلاب والمؤسسات التعليمية على حد سواء.

شارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

للتواصل أو الاستفسار 💬
Scan the code