لماذا يتراجع اهتمام الطلاب الدوليين بالدراسة في كندا؟

مقدمة

لطالما كانت كندا وجهة دراسية مرغوبة لدى الطلاب الدوليين، خاصة من الهند، وذلك بفضل نظامها التعليمي المتميز، والفرص الوظيفية الواعدة، وسهولة الوصول إلى برامج العمل بعد التخرج. وتعد الجامعات الكندية موطناً لتنوع كبير، وسمعة أكاديمية قوية، مما جعل البلاد خياراً مغرياً للطلاب من جميع أنحاء العالم. إلا أن الأوضاع تتغير، وبدأت جاذبية كندا تتراجع بين الطلاب المحتملين.

التحول في تفضيلات الطلاب الدوليين

أشارت دراسة حديثة أجرتها “IDP Education” إلى تغير تفضيلات الطلاب من بين الدول العشر الكبرى المصدرة للطلاب، حيث يلاحظ تراجع في الاهتمام بكندا. من بين الطلاب المشاركين في الدراسة، كان هناك عدد كبير من الهند والصين والفلبين، مما يعكس تغييراً في اختيارات وجهات الدراسة العالمية.

وأظهر التقرير أن الطلاب باتوا يعيدون التفكير في وجهات الدراسة التقليدية المفضلة مثل كندا، حيث تسببت تأخيرات تأشيرات الدخول، وتضييق سياسات الهجرة، وزيادة المتطلبات المالية في دفع الطلاب نحو بدائل أخرى، مثل الولايات المتحدة وألمانيا.

الانخفاض في شعبية كندا كوجهة دراسية

أشارت دراسة “IDP” إلى تراجع حاد في الاهتمام بكندا، حيث انخفضت النسبة من 25% إلى 16% خلال العام الماضي. ومع وجود نحو 427,000 طالب هندي في كندا، وفقاً لوزارة الشؤون الخارجية الهندية، إلا أن التغييرات في السياسات الكندية والهجرة زادت من العوائق أمام الطلاب الدوليين. ويتحمل الطلاب الهنديون النصيب الأكبر من تأثيرات هذه السياسات، مما يجعلهم يبحثون عن دول تقدم إجراءات أكثر سهولة.

تحديات تأشيرات الدخول وتأثيراتها على قرارات الطلاب

تعتبر سياسات تأشيرات الدخول من أكبر العوائق، حيث تعاني إجراءات معالجة التأشيرات في كندا من التأخير، مما يزيد من قلق الطلاب على مستقبلهم. كما أن المتطلبات المالية الصارمة تزيد من صعوبة الحصول على التأشيرات، حيث يجب على الطلاب إظهار قدرة مالية على إعالة أنفسهم بما لا يقل عن 14,945 دولار كندي للسنة الأولى.

على العكس من ذلك، فقد أدخلت الولايات المتحدة وألمانيا مرونة في سياسات التأشيرات، مما جعلها خيارات مفضلة للطلاب الراغبين في فرص العمل والإقامة المستقرة بعد التخرج.

التكاليف المتزايدة والتعليم في كندا

تمثل العوامل المالية تحدياً كبيراً للطلاب الدوليين، حيث ازدادت تكاليف الرسوم الدراسية ونفقات المعيشة في كندا، مما دفع الطلاب لإعادة النظر في اختياراتهم. في المقابل، تقدم ألمانيا برامج برسوم دراسية منخفضة، بينما تتبنى الولايات المتحدة سياسات مرنة تتيح للطلاب خيارات بتكاليف أقل مقارنةً بكندا.

مستقبل كندا في السوق العالمية للتعليم

بينما تسعى كندا لتعديل سياسات الهجرة والتعليم، قد يتغير دورها في السوق العالمية للتعليم. وستحتاج كندا لمراعاة تأثير التكاليف المرتفعة وتأخيرات معالجة التأشيرات إذا أرادت الحفاظ على جاذبيتها كوجهة للطلاب الدوليين. في الوقت ذاته، يتوجه الطلاب نحو دول توفر بيئة ميسرة ومرنة، مع فرص واضحة للعمل والإقامة.

وفي ظل هذا التحول في الديناميكيات العالمية، من المرجح أن يعتمد مستقبل جاذبية كندا كوجهة دراسية على قدرتها على التكيف مع تطلعات الطلاب الدوليين.

شارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

للتواصل أو الاستفسار 💬
Scan the code