شهدت عملية القبول في الجامعات البريطانية بعض الإصلاحات مؤخرًا، والتي تهدف إلى توسيع فرص الالتحاق وضمان تكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين، سواء من داخل المملكة المتحدة أو خارجها. وبينما تركز هذه التغييرات على تحقيق العدالة التعليمية، فإنها قد تكون مفيدة بشكل خاص للطلاب الدوليين الذين يفكرون في الدراسة في المملكة المتحدة. ومن بين التحديثات الأبرز التي قد تؤثر على قرارات المتقدمين: نشر بيانات الدرجات المطلوبة للقبول وتعديل نظام كتابة البيانات الشخصية.
بيانات الدرجات السابقة: رؤية أوضح لمتطلبات القبول
أضافت خدمة القبول بالجامعات والكليات في المملكة المتحدة (UCAS) العام الماضي بيانات تاريخية عن درجات القبول على موقعها الإلكتروني، مما يسمح للطلاب الدوليين بمعرفة الدرجات التي حصل عليها الطلاب المقبولون سابقًا، بما في ذلك الذين تم قبولهم عبر نظام “التنسيق الفوري” (Clearing).
وتوفر هذه البيانات رؤية شاملة لمتطلبات القبول، حيث تعرض أعلى وأدنى الدرجات التي حصل عليها الطلاب المقبولون، إضافة إلى متطلبات اللغة الإنجليزية، مثل الحد الأدنى لدرجة اختبار IELTS. ورغم أن هذه البيانات لا تضمن القبول في الدورة الحالية، إلا أنها تساعد الطلاب في تقييم فرصهم بناءً على درجاتهم المتوقعة.
تغيير نظام البيانات الشخصية: دعم أكثر للطلاب
اعتبارًا من عام 2026، سيتم تعديل طريقة كتابة البيانات الشخصية (Personal Statement) في طلبات UCAS. وقد أظهر استطلاع أُجري عام 2022 أن العديد من الطلاب وجدوا كتابة البيان الشخصي أمرًا مرهقًا، خاصة مع الحاجة إلى مراجعات متكررة من قبل مستشارين أو معلمين أو أفراد العائلة.
ولهذا، قررت UCAS استبدال البيان الشخصي الطويل (الذي يصل إلى 4000 حرف) بثلاثة أقسام أقصر، يتم توجيه الطلاب خلالها بأسئلة إرشادية لتسهيل عملية الكتابة. تتضمن هذه الأقسام:
1.الدافع – لماذا تريد دراسة هذا التخصص؟
2.التحضير – كيف أعدتك دراستك السابقة لهذا المجال؟
3.الأنشطة اللامنهجية والخبرات – ما هي الأنشطة أو التجارب الأخرى التي تدعم طلبك؟
يهدف هذا التغيير إلى تقليل الفجوة بين الطلاب الذين يحصلون على دعم كبير من مستشارين خاصين وأولئك الذين لا يملكون نفس الفرص. كما يساعد الجامعات على مقارنة الطلبات بشكل أكثر عدلاً، مما يسهل على الطلاب الدوليين تقديم بيانات واضحة ومقنعة.
هل لا تزال المملكة المتحدة خيارًا جذابًا للطلاب الدوليين؟
لطالما كانت المملكة المتحدة واحدة من الوجهات التعليمية الرائدة عالميًا، حيث تجذب الطلاب من مختلف البلدان بفضل جامعاتها المرموقة وبرامجها الأكاديمية المتنوعة. ومع ذلك، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (Brexit)، تغيرت بعض القواعد الخاصة بالرسوم الدراسية وتأشيرات الطلاب، مما دفع بعض الطلاب إلى البحث عن خيارات أخرى.
ومع ذلك، لا تزال هناك أسباب تجعل المملكة المتحدة خيارًا قويًا للطلاب الدوليين، منها:
•قبول مجموعة واسعة من المؤهلات الدولية مثل IB، A-Levels، والشهادات الوطنية الأخرى.
•توفر منح دراسية ومساعدات مالية للطلاب الدوليين في العديد من الجامعات البريطانية.
•إمكانية الحصول على تأشيرة عمل بعد التخرج (Graduate Visa)، مما يتيح للخريجين فرصة العمل في المملكة المتحدة بعد إكمال دراستهم.
•قوة البرامج الأكاديمية والتصنيفات العالمية للجامعات البريطانية، مما يزيد من فرص التوظيف بعد التخرج.
الخلاصة
رغم التحديات التي فرضها بريكست، لا تزال المملكة المتحدة وجهة تعليمية جذابة للطلاب الدوليين. ومع التغييرات الجديدة التي تهدف إلى تحقيق مزيد من الشفافية والعدالة في عملية القبول، قد يصبح التقديم للجامعات البريطانية أكثر سهولة وإنصافًا، مما يمنح الطلاب فرصة أفضل لتحقيق طموحاتهم الأكاديمية والمهنية.